زهرة الصومالية أرادت مكافحة الصراصير وكتبت نهاية صغارها.. صابر ورغد ينضمان إلى ضحايا المبيدات القاتلة
شبكة هجريات ــ حوادث
انضمت "رغد" خمس سنوات وشقيقها "صابر" ثلاث سنوات إلى ضحايا المبيدات الحشرية القاتلة، ولفظ الاثنان أنفاسهما الأخيرة في مستشفى خاص في جدة بعد استنشاقهما لغازات شديدة الخطورة في منزل أسرتهما في حي الصحيفة جنوب جدة، وأصيبت في ذات الحادث والدتهما وأطفالها الخمسة، ولم تكن "زهرة" الأم المكلومة تعلم وهي تدس المبيد الخطير في أحد أركان الغرفة بغرض مكافحة الصراصير أنها وضعت حدا لحياة فلذتيها رغد وصابر، واستيقظ الجميع صباحا في حالة تقيؤ وآلام حادة نقلوا على إثرها إلى مستشفى خاص، ولكن الصغيرين لم يحتملا الأثار الضارة للسم القاتل ولفظا أنفاسهما.
حادثة حي الصحيفة أمس لم تكن الأولى في جدة التي شهدت نحو 15 حالة وفاة بسبب مبيدات الصراصير والجرذان خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأعاد الحادث للأذهان سيناريو رحيل الطفلين المصريين "ألاء ودعاء" واليمنيين "إسماعيل وفاطمة" ثم الطفلين الإريتريين "عبد الله وأحمد".
تلقت الأجهزة المعنية في وقت مبكر صباح أمس بلاغا من مستشفى خاص عن حالتي وفاة لطفلين وإصابات من أسرة واحدة، وتحركت الأجهزة المختصة إلى المكان واستوثقت من حدوث التسمم نتيجة استنشاق مبيد حشري يحتوي على مادة " Alluminumphosphate"، وأشار الدكتور سامي باداوود مدير صحة جدة إلى أن حالات الإصابة بلغت خمسا، وخضعت كلها للعلاج والإسعاف السريع، موضحا أن الصحة طلبت من الجهات المختصة حظر وإيقاف تسويق المبيد الخطر بسبب آثاره الضارة وعدم صلاحيته للاستخدام المنزلي.
أمس تحول منزل الأسرة المنكوبة إلى ساحة مأتم، وبدا التأثر واضحا على وجوه الجيران في حي الصحيفة الشعبي بعد أن فقد المقيم الصومالي عبد القادر مرزوق طفليه رغد وصابر. وذكرت المصادر أن ربة المنزل زهرة اشترت المبيد القاتل من إحدى البقالات ونثرته في غرفة مغلقة وقالت الابنة الكبرى "إخلاص": "البائع نصح والدتي بوضع المبيد داخل الغرفة وإحكام إغلاق بابها وعدم الدخول إليه طوال اليوم، نفذنا التعليمات وخلدنا للنوم في غرفة أخرى، وفي صباح اليوم التالي شعرنا بحالات التقيؤ والأوجاع ـ خاصة (رغد) و (صابر) ـ ولحق بهما أشقائي (وائل) 10 سنوات و (محمد) 7 سنوات، وانتقلت إلي حالة التقيؤ، وكذلك شقيقتي إيمان التي عادت من مدرستها ولم تجد أحدا في البيت بعد أن رحلت رغد ولحق بها صابر".